القضية الجنوبية السعودية
إبراهيم طلحة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يظُنَّنَّ الإخوة في المملكة العربية السعودية أن القضية الجنوبية ليست سوى قضية خاصة بالجمهورية اليمنية؛ فإنهم ـ أيضًا ـ عرضة لحراكٍ جنوبي سعودي، وستكون إحدى الكُبَر في المملكة مسألة انتفاضةٍ شعبيةٍ جماهيرية في الجنوب السعودي/ الشمال اليمني، ولايستبعد أن نسمع عما قريبٍ بالقضية الجنوبية السعودية!
إننا في الجمهورية اليمنية سندعم حق إخواننا في الجنوب السعودي بفك الارتباط عن نجدٍ والحجاز إذا لزم الأمر ودعت الضرورة، سواءً بسواءٍ وجزاءً وفاقًا، أو سنقف في أحسن الأحوال محايدين مما يجري، وسنتقدَّم بمبادرة يمنيَّة!
القضية الجنوبية السعودية ستكون أعقد بكثيرٍ من القضية الجنوبية اليمنية؛ خاصةً
وأن الأقاليم السعودية الساعية للانفصال غنية بالثروات النفطية والمعدنية،،
ويومئذٍ لن يكون إلاَّ أحد خيارَيْن: حوار نِدِّي بين شمال وجنوب (كلاهما سعودي)،
أو استفتاء لشعب الجنوب السعودي يتيح لأبناء عسير وجيزان ونجران حق تقرير المصير!
ما أمام المملكة العربية السعودية إلاَّ أن تتحمَّل الجمهورية اليمنية بسيئاتها وحسناتها، وتقف من قضاياها المصيرية وقفة أخٍ مع أخيه، وإلا فسيلتقي قرن الشيطان النجدي مع النار التي تخرج من قعر عدن، سيلتقيان في الطائف أو أبها لا سمح الله!
يا إما أن تكون قضية يمنية وقضية سعودية، أو تكون قضية شمال وجنوب في اليمن ومثلها قضية شمال وجنوب في السعودية، هل جزاء الإحسان إلاَّ الإحسان وهل جزاء سيئةٍ إلاَّ سيئةٌ مثلها؟!
نرجو أن تُحَلّ القضايا بين البلدين الشقيقين بحكمةٍ يمانية وسعودية؛ حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدِّينُ كُلُّه لله!
والله من وراء القصد..