هشام هادي صحفي وناشط شبابي, وهو ايضاً سياسي رائع سيدرك ذلك كل من يتابع تصريحاته وكتاباته وتعليقاته على صفحته في "الفيسبوك" وعلى القنوات والصحف.
وأنت تنوي السفر وقبل أن تصل محافظة أب للبقاء في مدينة الجمال لبضع أيام سيكون أمامك ثلاثة اشخاص على الاقل للتواصل معهم مسبقاً,هشام هادي أبرزهم.
منذ أن دخلت جماعة الحوثي الى محافظة أب قبل اشهر كان احد الذين حاولوا أن يعززوا الخطاب السياسي في المحافظة, ويوقفوا أي شبح للمواجهات والتي حسب رأيه ستفقد المدينة المكانة التي تتربع عليها لدى كل ابناء اليمن.
من عجائب جماعة الحوثي أنها اصبحت تحكم البلاد وخاصة تلك المناطق التي هي خاضعة لها الأن وبصورة كاملة , غير أنها لا تريد أن تتخلى عن المظلومية التي توسعت في السنوات الماضية عبرها وتتملص من الاعتراف بأنها تحكم الناس وبصورة مباشرة.
تريد أن تمارس الحكم بكل ادوات الحكم كما هو عليه الأمر الأن ولكنها في نفس الوقت تريد أن تمارس دور المعارضة وتستمر في الحديث عن القوى الاخرى التي لا زالت تحكم البلاد رغم أنه لم يعد لها حضور فعلي في الساحة السياسية.
اختطاف هشام هادي مع رفقائه يمثل انتكاسة كبيرة من قبل جماعة تحدثت كثيراً عن الحرية والدولة والنظام والقانون والعدالة, وسقطت عن اول تجربة مباشرة لها.
سيخرج هشام هادي كبيراً ومنتصراً من المعتقل, فهو السياسي الذي لا يركع ومن ذاق طعم الحرية ولو للحظة وأمن بها لا يمكن أن يساوم عليها ذات يوم.
ولمن لا يعرف هشام فهو الوحيد الذي ظل يقارع اللقاء المشترك في المحافظة لسنوات ويصوب مساره وينقده بلغة السياسي الحصيف رغم أنه كان محسوباً على أحد الاحزاب فيه, إلا أن وطنيتة كانت تحتم عليه أن يكون في صف الناس وليس في صف الانظمة.
وكما وقف في وجه اللقاء المشترك والمؤتمر حينما كانا يحكمان اليمن عبر تقاسم السلطة هو اليوم يقف ضد جماعة الحوثي والتي اصبحت تحكم جزء كبير من اليمن, الوقوف ضدها ليس لأنها جماعة الحوثي ولكن لأنها تمارس أعملاً تخرج عن اللياقة السياسية وأدوات الحكم القائم على الحرية والعدالة واحترام إرادة الناس.