خالد القزحي
..................
الحقيقة التي لا يمكن لعالم دين أو مطلع أو مثقف انكارها أن آل بيت رسول الله تمت ملاحقتهم قتلا وتنكيلا وإهانة ومطاردة طوال فترة الحكم الأموي ولم يكن الحكم العباسي بالرحيم بهم رغم كلام القرابة التي تجمعهم.. كل مؤيد لهم كان منبوذا ولم يكن له اي ترحيب في تلك القصور. ومع هذا كانت أرض اليمن مفتوحة للجميع ورجال اليمن كانوا السباقين في كل الفتوحات الاسلامية التي تغيرت ملامحها شيئا فشيء حتى صارت غزوات لتوسيع الدولة الاسلامية أكثر منها سببا لنشر الدعوة.. لا أريد قلب التاريخ ولا ذكر المواجع ولا التفاخر أو التماهي في الصراعات التي حصلت فتلك دول عفا عليها الدهر مهما كانت أهمية الحقائق الذي حاول بعض العلماء إخفائها بحسن نية كي نمنع التجريح في شأن فلان أو علان ولكن كان هذا الإخفاء مقصودا من قبل أشخاص أخرين يقال أنهم أيضاً علماء لهذا المذهب أو تلك الجماعة لغرض تكريه الشعوب في كل من يتكلم بحق محبة آل البيت حقاً لا تفضلاً . ما من إمام لكثير من المذاهب الا وشدد على تلك المحبة ولعل قول الشافعي رحمه الله كان واضحاً: (يكفيكمُ آل رسول الله أنكمُ***من لم يصل عليكم لا صلاة له) وذلك بنص التشهد الذي نؤديه حبا وقناعة وفرضاً في كل صلاة.. أقل ما يمكن قوله هنا هو كيف بمن يدع الحب لرسول الله أن يشارك في تشويه أبنائه فحديث (فاطمة بضعة مني) لم يكن مجرد حديث عابر فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، وكل من هو من نسلها قريب للرسول دما ولحما وما سألنا الحبيب شيئاً لنفسه الا المودة في القربى. محاولات بعض الجماعات تشويه أبناء الحبيب ومن أيدهم شيء كائن ومتوارث منذ أزمان طويلة الا انها صارت أشد وطأةً وأخبث مكراً بعد وجود اسماء متفرقة للجماعات باسم المذاهب. سيقول كثيرٌ ممن يقرأ هذا التنويه: ولكن تلك الجماعات التي تتكلم باسم ال البيت كثيرة وقد انحرفت عن الدين ، وهلم جر من هذه الأفكار التي صارت مُسلّمات يؤمن بها البعض بالسليقة كأنها حقائق وأكثروا في التكفير والتحقير والتشويه وشاركوا في بث الفرقة. من قال هذه الخزعبلات كانوا قلائل الا انهم كانوا أهل المال والسلطة، وقد استطاعوا عبر أجيال وضعها كحقائق في كتبهم التي اعتمد عليها أخرون وتناقلتها الأجيال حتى أصبحنا لا نقدر أن نحصي عدد الفرق والمذاهب التي ولدتها أفكار خبيثة لا أبرئ منها أحدا حتى أصبح التطرف دين ومذهب الأغلبية بشتى مذاهبهم. وحين كل حديثٍ حول هذا يظهر من يدعي حب النبي وآله نافياً نسب فلان وعلان، أو منتقصاً شأنهم أو طاعناً في قرابتهم ، ولو صدقنا جدلاً لكل ما يقال لأصبح من طلب منا الحبيب المدة فيهم العدو الأكبر وهذا بالذات ما هو حاصل حالياً. وهذا ما جعلني أطرح هذا الموضوع الذي لا أحاول نشره كمقال مكتمل بعدا عن اضافة نفسي للقائمة الا منتهية من المتكلمين باسم الدين. أقل القليل لمن يتبجح بالحب اللدود لآل البيت أن يسأل نفسه عن الخُمس وأحقية آل الرسول به وهو فرضٌ واجب مذكور في القرأن عجز كثير عن العلماء عن الحكم بعدم وجوبه فهمشوه وجعلوها مجرد آية نرتلها وكآنها منسوخةلا نجدها في الآيات المنسوخة ولعل من نسخها هو نفس المجددين الذين جعلوا كل ما لم يدخل مزاجهم بدعة صاحبها في النار. لعلهم يقصدون نار عداوتهم وسياسة سلاطينهم فاما الله فهو عدل يحاسب بالنوايا كما بالافعال بمقياس عدل ورحمة. بالتأكيد لا أبرئ الطرف الأخر المتكلم باسم ال البيت والمتشيعين لهم وقد كثروا وتم صب الزيت والنار من فرق اخرى لتكون فيهم واحيانا تتكلم باسمهم لتسهل سياسة التشويه. التطرف لا يرحم أحدا وبالتأكيد قالها الحبيب لعلي كرم الله وجهه أنه يموت فيه اثنان ؛ محب مغال ومكره مبغض. فلا يجب جعل محبة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه سببا لكره من لا يعلم مقدار علي وليكن هذا اختلافا للحوار والنقاش بدلا من الحرب والعداوة. أصبحنا في اليمن ندفع ثمن هذه السياسات التي جعلت العدو الحقيقي يتلاعب بعواطفنا بأمواله ونحن أهل الوسطية والحكمة باختلاف معتقداتنا المذهبية. تغلغلت السموم أفكاراً جعلها البعض حقائق ،.منها ما هو في الدين حقا ومنها ما سخر التاريخ ليصبح سياسة بحتاً ، أصبحنا نقتتل لنسعد الأخرين. هذه هي الخلاصة. إن لم تجمعنا المذاهب تحت اسم الدين فعلى الأقل نجعل وطننا هو الدين الحق ومن أذاه فقد أوجعنا.