أحمد عبدالرحمن
....................
لم أكن أتوقع بإنه لا يزال للرئيس السابق أو الزعيم أو " المخلوع" كما يسميه خصومه هذه الشعبية والحضور الجارف..
علي عبدالله صالح مازال زعيما وقائدا سياسيا مؤثرا, بل ولاعبا مهما ان لم يكن أهم لاعب في المشهد السياسي وهذا ما يؤمن به حتى خصومه..سواء اتفقنا او اختلفنا معه..
لقد ذهبت إليه صحافيا تفرض عليه أبجديات المهنة احترام ضيوفه, وعدم الانتقاص منهم ضمنا أو جهرا, دون أن يصل الأمر حد الغاء نفسك وحضورك أمامهم مهما بلغت مناصبهم أو تأثيرهم..وهذا ما حدث إلى حد ما أو هكذا أعتقد..!
وشخصيا أثبت لي صالح أنه أخطر مما كنت أتوقع بكثير..فالراقص على رؤوس الثعابين مازال يرقص بأريحية مدهشة, وأكثر من ذلك مثيرة للاستغراب..
بدا الرجل صلبا متماسكا قويا.. هادئا مبتسما على غير ما توقعت أن أجده منهكا وضعيفا, فما حدث له وواجه على مدى 33 سنة, ومنذ 2011 إلى اليوم ليس بالهين..حتى عندما أخبرته بأنني واحدا منى الذين خرجوا ضده.. ضحك في وجهي كما لو أنه يعرف ذلك, وأردف, ومن قال لك بان ذلك يمثل مشكلة لي..
وللأمانة فقد توقعت وأنا في طريقي مغمض العينين أن يبدي استسلامه بطريقة أو بأخرى في مجريات الحوار, ولم يدر في خلدي أن أسمع كل تلك القنابل عن السعودية وهي تنفجر في وجهي, أو ذلك الهجوم على "الشقيقة الكبرى" كما وصفها متهكما على طريقة أي يمني أصيل.. نعم أصيل..!
وبالطبع لست مضطرا هنا التذكير بمواقفي من صالح أو بالأصح من طريقة حكمه..أو مقالاتي الحادة عنه..ورغم ذلك أثار صالح اعجابي بجرأته في كشف المستور والخفي فيما يتعلق بالسعودية, ووصول الأمر حد انتقاد نشأة السعودية, والغاء وطمس هوية نجد والحجاز.. وان جاء ذلك متأخرا..إلا انه نطق وقاله.. وبالتأكيد هناك الكثير من الخفايا التي فضل الاحتفاظ بها لنفسه.. ولعلنا نجدها يوما ما في مذكراته..!
وفي النهاية تكمن مشكلة علي عبدالله صالح الوحيدة ربما في خصومه الذين لم يدركوا بعد كيفية تفكير الرجل' ولهذا سنجده يفاجئهم دائما, وان قال كلاما مكرورا ومتناقضا كما يقولون.. لكنه مفاجئا وصادما لهم.. ليبقى من الصعب تجاوزه أو تجاهله إذا ما أردنا يمنا معافا, ولو لبعض الوقت.
* مراسل قناة الميادين في اليمن