نبيل القانص
.....................................................
نازحٌ في مكاني
تهدَّم ليلُ المُحاصرِ فوقَ الحكايةِ
رتَّبتُ في داخلي المفرداتِ التي بعثَرَتها الحروبُ
لتبقى تعابيرُ وجهي عليه...
وقَفْتُ..
و كان وقوفي كفاصلةٍ بين سطرٍ و دهر
و قلتُ لنفسي :
أخيراً ولدتُ
و أخرجتُ رأسي من الموتِ كالوعدِ
أكثرَ مما توقَّعتُ
أكثرَ مما حَكَتْ زهرةُ البُنِّ للفجرِ
عن سببٍ لعبورِ المشاهدِ
عن سببٍ للبقاء ِ على جنتينِ
و عن هدهدٍ ..
سوفَ يحمِلُ أخبارَنا من جديد.
***
كان لي منزلٌ ....
هكذا قالَ صمتُ الحُطامِ
فقاطعهُ الحائطُ المتبقي .. بظلٍ
بسورةِ يس
بالذكرياتِ
بسبحةِ جدي
بصورتنا العائليةِ ...
كلُّ الدلالاتِ تهذي
و تمحو الغيابَ بلطفٍ
و كلُّ الملامح أكبرُ من حجمها ...
لمْ يعدْ للمكانِ سوى قَدَري
لم يُغيّرهُ شيءٌ ..
يفكِّرُ في كلِّ مَنْ غابَ عنهُ
و يُشعِلُ شمعَتَهُم
كلَّ عيد.
***
يا مرايا الوجودِ
يُزاحِمُني الزيفُ فوقَ الخريطةِ
فوقَ التصوُّرِ
لكنني نازحٌ في مكاني
نجوتُ من القصفِ
كي أستعيدَ لحُلمِ السنابلِ أنفاسَهُ
و لكي أحملَ البُندُقيَّةَ و الإنتماء
و أمضي إلى ما وراءِ الزمانِ
يُظَلِّلُني شَغَفي
و النشيد.