GuidePedia


عبدالغني زهاني
.............
.
الرّصيف المندّى في اللّيل
يُصغي لعازف أعمى
و أضواء السّفن التي ترسو بعيدا
و بعض البحّارة السّكارى
يتذكرون حبيبات بعيدات
لا يعرفون حتى إن كنّ على قيد الحياة
أو قيد الممات
يتبادلون الأنخاب و يضحكون
هناك واحد منهم يبكي في سرّه
و ينظر إلى البحر
حيث تهمّ سفينه أخرى بالإبحار
.
الحديقة الظليلة في آخر المساء
و العازف الأعمى يشعر بالبرد
و يفكر ببيت دافئ
و العشاق يغادرون واللصوص و السكارى
و فتاة بلا أمل تنظر في ساعة الغروب
تهم بالمغادرة
لكن ..
بداية اليأس تشبه الأمل
.
ينزل الغروب هادئا
في بداية الخريف
هناك أيضا تولد و الوداعة و تولد السكينة
و هاهي آخر حافلة تمر غيرَ مسرعة
بأخر محطة
حيث لا يوجد أحد
.
هذا مساء آخر
في موسم الحروب
لا أحد يصغي لفتاة تعزف البيانو
في العمارة المهدمة
حيث هاجر الرجال
و ماتت الطيور
و بائع الأزهار هو من يخيط الأكفان
في موسم الحروب
.
عندما يهطل المطر
تبتل الأنغام و تبكي
فيخرج الشّعراء و العشّاق
تتذكر الطرقات
كل من مروا لها
بمواسم الأشواق
قال لي العازف الأعمى .

Facebook Comments APPID

 
Top