عبدالخالق النقيب
................
كأننا نتأهب لما هو أكثر، لنقبل بهذا الهراء الكبير..! المملكة لن تحتمل كل هذه الضغينة التي تزرعها في نفوس اليمنيين، وهي تبحث عن إيران، هذه الضغينة تتسع كلما اتسعت مساحة الخراب..! أخبروا من يحشد لهذه الحرب من أئمة الحرمين أن الفتيات الشقيقات اللائي سقطن البارحة في سعوان لسن مجوسيات، وكنَّ يتجاذبن الحديث في الظلام ولا يجدن شيئاً غير دعوات يتمتمن بها لأجل اليمن، كنَّ يتضرعن وهن يحدقن في جدران مهيأة للاجتثاث، وهن أيضاً تم اجتثاثهن وأصبحن بعد قليل جزءاً من الماضي، وجزءاً من أطلال حرب ظالمة أخطأت المشار وأنجبت نشوة من الكراهية والحقد. إيران بكل لغات العالم تتحرش بهم، بحراً وجواً، وتتم معاقبتنا بحراً وبراً وجواً، تم تطويقنا بإحكام وأوشك الغذاء والدواء على النفاد، طائرة إيرانية اخترقت سماءنا التي تم إخضاعها للحظر الجوي، في ذات اللحظة تم ضبط الأهداف على مدرجي الهبوط في صنعاء والحديدة وتم تدميرهما ومحوهما بغارات جوية تكفي لتحويلهما إلى أرض عاقر لا تصلح لشيء. هذا حقد عصيٌّ على التعريف، المقاتلات التي جاءت لتخليصنا من المد الشيعي ألقت التحية العسكرية لطائرة المجوس، والتفتت تسقط قنابلها ومتفجراتها على طائرتنا المدنية الخجولة، كانت تتنفس الصمت في مرسى الطائرات، ولم نقوَ على نقلها لمكان آمن، كنا نحدق في طائرتنا المشتعلة وقد أضرمت فيها النيران وكأننا نمعن النظر في الدروس القاسية التي تتلقاها إيران، بينما لازالت آخر مقاتلة تحلق وتنتظر أن نقف لتحيتها..! غادرت الطائرة الإيرانية بسلام، وكل الأصابع تشير صوب قطط هاربة بأذيال الجبن وتتوحش على بلد أعزل وشعب فقير، لا شيء غير الهمجية تدفعهم لمناصبتنا كل هذا القدر من العداء، في حرب قذرة لم تتوقف، ولا زالت تفتش عن ذرائع تتسع لكل هذه النذالة التي تم شحنها لسنوات، وجاؤوا اليوم لتفريغها على رأس بلد مثخن بالأوجاع. هكذا تسير الحرب بلا هوادة، وتمضي بنا إلى حيث تريد.