أمين الوائلي
.................
إعلان محافظة صعدة بكاملها هدفا عسكريا، وإنذار السكان بالمغادرة، هو تهور كبير وإمعان في العدوان والقتل والاستباحة القصوى وغير المسبوقة، وينذر باقتراف محرقة حقيقية تستهدف بلادا بأسرها وبسكانها.
أقل ما يمكن قوله هنا وأمام ما يحدث وكل ما سيحدث تباعا من السابعة مساء الجمعة، تبعا للإعلان والإنذار، هو أن السعودية تصبح يوما عن يوم ضحية لحالة القوة الغاشمة والشعور المتعالي بالأفضلية - منزوعة الفضيلة، معتمدة في ذلك على نجاحها حتى الآن في شراء صمت العالم وأصوات يمنيين وغير يمنيين، لتنتقل من تبني شعار مساعدة اليمنيين (..) إلى تبني هدف ذاتي وشخصي جدا وتتورط أكثر في أخذ سياسة الأرض المحروقة بما عليها من بشر.
يجب أن تشعر الرياض ببالغ القلق حيال النهج العدائي المتفاقم واستسهال قتل وإحراق البشر ومزيد من الضحايا والمدن والمناطق. الأثر العائد، والذي يخلفه هكذا سلوك منفلت ويشرعن لنفسه كل شيء وأي شيء، سوف يفوق ويتجاوز بمئات المرات ما يمكن توقعه من ردود وتبعات بحجم كارثية ومأساوية النتائج المترتبة على الفعل الناشب بدون خطوط حمراء ومن دون أية محظورات أو قيود إخلاقية وإنسانية.
ما من أحد يدعو إلى قتل سعودي واحد. والأولى توقف اليمنيين عن قتل بعضهم بعضا، وتوقف السعوديين عن قتل اليمنيين، ولا أحد يقول بقتل سعوديين لأي سبب وتحت أي مبرر. يجب أن لا يعاقب المدنيين والأبرياء هنا أو هناك. لكن هذا كله وقف على ما فعلته وما ستفعله آلة القصف والقتل والتدمير السعودية خلال الساعات والأيام القادمة، وخصوصا بالنظر إلى الإعلان المتهور باستباحة محافظة بكاملها بحجم صعدة وتعدادها السكاني والبشري. فأين سيفر الناس من بلادهم إذا كانت جميعها مستهدفة بحسب الإعلان نفسه؟!
حذاري و"حماقة ذي القوى".