....
منجلُ الصّمتِ يحصدُ الضّجيج
الشّارعُ يجمعُهُ ربطات هراء
يقدمُها عُربونَ حرقةٍ....لزمنِ استغفالٍ
لا مجالَ في حانةِ اليقظة ..لقوارير استخفافٍ
كلُّ الموائدِ تتعوّذُ من رائحةِ الخيبة
خذْ ما يكفيك من لعناتٍ ...وابتعدْ عن غدٍ لا تستهويه الأشعارُ المستعارةُ
النّكاتُ المبتذلةُ
المقاهي مكتظةٌ بالدّخان والعيونُ خارجَ الزّجاج ..تبحثُ عن ملاذٍ
السّياسةُ كلماتٌ متقاطعةٌ تجزُّ الرّقابَ بين الخاناتِ
الدّيمقراطيّةُ خبزٌ نيئٌ أصابَ البطونَ بالإسهالِ خشباتُ المسارح .. لا تفقدُ جمهورَها
من يصفّقُ على الرّصيف كمن يشرحُ الدّرسَ عن الوضوء كمن يرسمُ خارطةَ أوطانٍ .. لا محلَ لها .. على الكرةِ الدّائرة بائعُ الخضار بُحَّ صوتُه جفَّ التّينُ والعنبُ والموزُ سالَ لعابُه .. فمن يلعقُهُ عندَ ناصيةِ الانتظار؟
تنظرُالحديقة باشمئزازٍ
العابرونَ لا يكُفّونَ عن اللّغو
كلُّ المقاعد مثقلةٌ بالحكايا
الشّجرُ في "تدمر" .. يعتقلُ بالوناتِ الأطفال دمعٌ متخثّرٌ يبرقشُ تاريخََ امتحانٍ
وآهٌ عندَ السّياجِ تصلبتْ في انتظارِ مرورِ لافتةٍ قد تسدُّ عجزا
ترقّعُ جلبابَ زمن تقلص..
فعرى سوأة الأوطان
منذ دائما......ابتليت الظّلالُ بالأوجاع
العشبُ بالخطا
الرماد بوزر الخواتيم هل من طبيبٍ يزيلُ حدبةَ الشّمس..لتكملَ الدّوران ينقشعَ صدأُ الجماجم وتشفى المنابرُ من هشاشةِ الخطاب ؟
لعنةُ البشرِ في البشر
علةُ الجوعِ في الشبع
سوءُ الطّالعِ في كسر المفعول ونصبِ الفاعل فهل يفكُّ المضافُ إليه.. سحرَ الأكوان الميتة ؟
النّاي يعزفُ للدولار
الطبل ينشزُ للخلخال والقلمُ يرقصُ فوق الزّجاجِ المطحون ..تأريخا لأيامٍ خارجَ الفصول الصمغ لا يبلسمُ القرائحَ المكلومة افتحْ الجرحَ مليًّا وعمّرهُ بتوابلَ الزّمنِ المغدور قد تستفيقُ ديدانُ الشّريانِ المقطوع
تبعثُ الحياةَ في دماءٍ فقدتْ حمرتَها
حين سبحتْ بحباتِ الرّيح صلتْ خلفَ إمامِ السّرابِ على زندِ الوهم غفتْ
فرأتْ الشّمسَ تتكحلُ بالعمَى
بكأسِ النّدمِ تثملُ .. حتى انصهرت الأجيالُ في النّعاس
وأمهاتُ الحيلِ يعجن الموتَ رغيفا
يوزّعنه صدقةً على الوعي إذ مات مغدورًا ..تحتَ جناحِ الذّلِ اللّذيذ
مازالت الزوابع في الفنجان
تعقدُ قرانَ الأوجاعِ بالبسمات
تصالحُ الحمَى على رعشةِ الاستسلام
وغفرانَ الثّورةِ لموائد الانهزام
هنا انحنيتُ ...ألثمُ شيبَ السّؤال
كان الفجرُ يلوّحُ .. من آخر نقطةٍ شرقية
لملمتُ غرغرةَ الجواب..أسقي الحلمَ المحاصرَ في شرنقة الفنجان
=التبن والراحة...ولا الشعير والفضيحة*=هكذا كان صديقي يرددُ..وهو يقرأُ الجريدةَ
عُدنا إلى مداهمةِ الشّعر عند المقدماتِ الطلّلية القافيةُ لم تكن حاضرة
إلا أنها اُعتقلت بارتكابِ الموسيقى والحفاظِ على الميزان فبين النّوتاتِ يستيقظُ الأطفالُ
وعلى الإيقاعِ يصحو الحجرُ
يشيرُ بالعاصفة لنسمةٍ تحت الجمر..تذوي
وأعشاشٍ قوضَها الرحيل
ها نحن على حدودِ الكون ..ننتظرُ الدّليلَ ..ليتحرّرَ الماءُ ..من بينَ الأنقاض !
*التبن والراحة....ولا الشعير والفضيحة =*مثل شعبي مغربي