GuidePedia


...


استيقظ المواطنون ببلاد الحرمين صباح اليوم الجمعة 23-01-2015 على انقلاب حقيقي وكامل في نظام الحكم، بعد أن أمضت العائلة السعودية ليلتها في حالة استنفار بعد الاعلان عن وفاة الملك، حيث انتهت ليلة الخميس ومنصب ولي ولي العهد الذي استحدثه الملك الراحل شاغراً، في مؤشر بالغ الوضوح والدلالة على أنه محل الخلاف في الأسرة السعودية.

وبينما كان السعوديون في الرياض يؤدون صلاة الجمعة أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز تعيين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في منصب ولي ولي العهد، وأصدر قراراً بطرد رئيس الديوان الملكي خالد التويجري من منصبه، وهو الرجل الاقوى طوال السنوات العشرة الماضية التي حكم فيها الملك عبد الله بن عبد العزيز السعودية.
وبتولي الأمير محمد بن نايف منصب ولي ولي العهد تكون الولاية في الأحفاد قد ظهرت، ويكون مستقبل الحكم في السعودية قد ظهر لأول مرة، حيث أن محمد بن نايف سيكون أول الأحفاد الذين سيتولون الحكم في المملكة، وهو ما يعني أن الامير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز قد تلقى الضربة القاضية التي أطاحت به وخيبت أمله طوال حياته، بعد أن كان منذ سنوات يعمل من أجل أن يصل لاحقاً الى عرش السعودية.
وكان الأمير متعب بدعم من والده الراحل حليفاً للرجل الأقوى في المملكة خالد التويجري، الذي كان يقول عنه السعوديون إنه الملك الحقيقي وإنه الآمر الناهي في البلاد، أما الحليف الآخر لمتعب والذي كان يدفع باتجاه إيصاله الى الحكم فهو الأمير بندر بن سلطان الذي كان رجلاً قوياً في المملكة وبلغ ذروة سلطانه وجبروته عندما تولى رئاسة جهاز الاستخبارات السعودية، قبل أن يطاح به من راس الجهاز، ومن ثم الان ينهار بشكل كامل بسبب انهيار المعسكر الثلاثي: (متعب – بندر – التويجري).
وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد استحدث منصب ولي ولي العهد في السعودية لأول مرة، وعين فيه الأمير مقرن المحسوب على معسكر (متعب- بندر – التويجري) في خطة كانت ترمي الى أن يتولى متعب هذا المنصب لاحقاً، وبذلك يضمن الملك أن يكون ابنه هو أول الأحفاد الذين سينتقل اليهم الحكم في السعودية.
وخلال ساعات الليل التي تلت إعلان وفاة الملك عبد الله سلمت العائلة السعودية بتولي سلمان الملك كونه ولي العهد، كما تم التسليم (مؤقتاً) بأن يصبح الأمير مقرن ولياً للعهد، إلا أن منصب ولي ولي العهد ظل شاغراً، وكان الصراع بين محمد بن نايف ومتعب بن عبد الله، لينتهي بعد ساعات، وعند طلوع الصباح لصالح محمد بن نايف الذي طلب من الملك إصدار أمر تعيينه قبل دفن الملك عبد الله من أجل أن يضمن البيعة له بمنصبه في نفس الجلسة التي تنعقد بعد صلاة العشاء، أي بعد ساعات من دفن الملك الراحل.
وأصدر الملك سلمان القرار بالفعل، قراراً واضحاً يقضي على كل آثار الملك عبد الله قبل أن يوارى جثمانه الثرى، فتم تنصيب الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، وتم طرد التويجري من القصر، واختفى بندر بن سلطان، وتم الاعلان عن كل ذلك خلال صلاة الجمعة في الرياض، أي قبل دفن الملك بنحو ساعتين فقط، وقبل جلسة البيعة العامة بعدة ساعات.
أما المعلومة الأهم التي يؤكدها مصدر سعودي مطلع فهي أن الأمير مقرن بن عبد العزيز المحسوب على معسكر متعب، والذي كان بمثابة جسر لإيصال متعب الى الحكم، فسوف يقضي فترة قصيرة، وربما تكون قصيرة جداً في منصبه كولي للعهد، ومن ثم سيتم إعفاؤه من المنصب، حيث يتوقع أن يكون محمد بن نايف ولي العهد في القريب العاجل، وبذلك يكون قد تم القضاء على معسكر كان طوال سنوات ذو ثقل كبير في العائلة السعودية.
ومن المعروف منذ مدة طويلة أن خلافات عميقة كانت تعصف بالعلاقة بين كل من الامير محمد بن نايف، والأمير بندر بن سلطان، حيث كان الأول يمسك بملف وزارة الداخلية والثاني بجهاز الاستخبارات، لكن الرؤية بينهما كانت متباينة، وكان الخلاف بينهما شديداً.
وبالتغيرات التي شهدتها المملكة يكون انقلاب كامل الأركان قد حدث داخل مؤسسة الحكم في الرياض، حيث بوفاة الملك عبد الله أطيح بمراكز قوى بالغة الأهمية، وتنحى عن المشهد السياسي في المملكة خالد التويجري الذي كان الرجل القوي والمهم طوال عشر سنوات على الاقل، فيما لا يزال مصير الأمير متعب بن عبد الله، وحليفه الأمير بندر بن سلطان غامضاًن ويتوقع كثير من المقربين من العائلة السعودية أن يضطرا لمغادرة المملكة ويختارا العيش في الخارج.
تفاصيل الايام الأخيرة في حياة الملك عبد الله.. والخلافات في العائلة السعودية
ذكر موقع “أسرار عربية” أنه حصل على تفاصيل الأيام الأخيرة التي سبقت وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكذا اليوم الأخير الذي سبق تدهور صحته التي تم على اثرها نقله الى المستشفى، كما كشف مصدر سعودي في الرياض عن الخلاف بين الأمير متعب بن عبد الله، وبين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وكيف اشتاط ابن الملك غضباً بعد أن بث الديوان الملكي بأمر من سلمان بياناً تحدث عن صحة الملك.
وبحسب المعلومات التي أمضى موقع “أسرار عربية” الأيام الثلاثة الماضية في جمعها، في أعقاب تلقينا يوم الاثنين الماضي خبراً يفيد بوفاة الملك سريرياً أو وفاته كلياً، فان الملك كان قد تم نقله الى المستشفى في الرياض يوم 31 كانون ثاني/ ديسمبر 2014، اي في اليوم الأخير من العام الماضي، وذلك إثر تدهور صحته بعد أن أمضى أسبوعاً كاملاً في “واحة روضة خريم”.
وبحسب ما يقول المصدر فان الملك قبل تدهور صحته بأسبوع انتقل الى واحة روضة خريم حيث قضى بعض الوقت في الاستراحة الملكية التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمال الرياض، وكان هناك في انتظار أن يستقبل كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وأمير دولة قطر الشيخ تميم، حيث كان يريد إتمام المصالحة الخليجية من ناحية، وإتمام المصالحة بين قطر ومصر من جهة ثانية.
وكان من المفترض -بحسب المصدر- أن ينعقد الاجتماع فور انتهاء عطلة راس السنة الميلادية، إلا أن تدهور صحة الملك ونقله الى المستشفى ألغى اللقاء، ولاحقاً لذلك أصر الملك على مغادرة المستشفى، حيث أعيد الى قصره في الرياض لساعات قبل أن يضطر الأطباء لإعادته مجبراً وإجلاسه على سرير الشفاء.
خلاف متعب وسلمان

لكن المعلومة الأهم التي حطت على مكاتب “أسرار عربية” في الرياض هي أن البيان الذي صدر عن الديوان الملكي السعودي يوم الثاني من كانون الثاني/ يناير الحالي،كان قد صدر بأوامر مباشرة من الأمير سلمان بن عبد العزيز، وهو ما تسبب بغضب كبير من الأمير متعب بن عبد الله الذي اتخذ قراراً منذ تلك اللحظة بمنع الزيارات عن والده، وتسمر في المستشفى محاصراً والده ومانعاً أي معلومات من الخروج من هناك، حتى إنه لم يسمح للسناتور الأمريكي جون كيري بالدخول على الملك، كما لم يسمح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالدخول أيضاً.
وكان البيان قد جاء فيه إنه “بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لخادم الحرمين من قبل الفريق الطبي تبين وجود التهاب رئوي استدعى وضع أنبوب مساعد على التنفس بشكل مؤقت مساء هذا اليوم الجمعة، مؤكداً: “تكلل هذا الإجراء ولله الحمد والمنة بالاستقرار والنجاح”.
وكشف البيان ضمنياً أن الملك غائب عن الوعي، إذ أن اي طبيبن حتى لو كان طبيباً عاماً وليس مختصاً بات بمقدوره تأكيد أن الملك في غيبوبة، وهو ما أكده موقع “أسرار عربية” في تقرير خاص يوم الأحد الرابع من يناير 2015 تحت عنوان: (بيان السعودية له معنى واحد فقط: الملك عبد الله غائب عن الوعي).
الأمير أحمد بن عبد العزيز
وبعد صدور بيان الديوان الملكي الذي كشف الحالة الصحية للملك، أدركت العائلة المالكة بأن الملك عبد الله يصارع الموت، وأنه قاب قوسين أو أدنى من مفارقة الحياة، فبدأ الحراك داخل الأسرة السعودية، وبدأت الخلافات تظهر الى العلن تدريجياً، وهو ما يفسر أيضاً التغريدات التي جاءت على لسان عضو هيئة البيعة الأمير أحمد بن عبد العزيز، وكذلك الرسالة الغاضبة والنادرة التي بعث بها الأمير الوليد بن طلال الى وزير المالية منتقداً السياسات المالية التي تسببت بعجز في المملكة.
ويقول المصدر الذي تحدث لموقع “أسرار عربية” إن منزل الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود في الرياض تحول الى خلية نحل حقيقية وأشبه بغرفة العمليات طوال الأسابيع الثلاثة التي سبقت الاعلان عن وفاة الملك.
ورغم أن الأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير متعب بن عبد الله، ليسا حليفين ولا صديقين، إلا أنهما يتفقان الان على رفض تولي الامير سلمان للحكم في البلاد، خاصة وأن الأمير أحمد هو ابن الأميرة حصة السديري زوجة الملك المؤسس والتي يقول أبناؤها منذ عقود أنهم مضطهدون، بسبب أن أبناء الملك يخشون من هيمنة “السديرية” على الحكم في المملكة.
وكانت مصادر متطابقة عديدة قد تحدثت عن خلافات عميقة في العائلة السعودية الحاكمة، وهي الخلافات التي اضطرت رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الى السفر مسرعاً الى الولايات المتحدة قبل ايام من وفاة الملك من أجل وضع الأمريكيين في صورة التطورات في المملكة، ومن أجل البحث معهم في سيناريوهات ما بعد وفاة الملك.
ويتوقع كثير من المراقبين أن تبدأ الخلافات بالظهور الى العلن بعد دفن الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعندما يبدأ الملك سلمان بتولي مقاليد الحكم فعلياً.
أما المسألة الأخرى المقلقة في السعودية فهي أن الأمير سلمان الذي أصبح ملكاً يعاني هو الآخر من وضع صحي سيء، كما أن العديد من التقارير تشير الى أنه يعاني من مرض الزهايمر الذي يؤدي به الى فقدان التركيز وضعف الذاكرة، وربما يحول دون قدرته على أداء مهامه كملك على السعوديين.
لهذه الأسباب غاب حكام الامارات عن جنازة “الملك عبد الله”
أظهرت الصور وتسجيلات الفيديو التي تم بثها من جنازة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز اليوم الجمعة 23-01-2015 أن اثنين من أهم وأبرز حلفائه وأصدقائه غابوا عن التشييع، وهما: ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والذي غاب ولم يرسل أياً من أشقائه ليحل مكانه، اضافة الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يجلس اليوم على كرسي الرئاسة بفضل الملك الراحل وبفضل دعمه السياسي والمالي.
وبحسب المعلومات التي يجري تداولها في الرياض الآن فان حالة من القلق والاستنفار تشهدها أبوظبي بعد التطورات التي استيقظ عليها العالم صباح الجمعة، وهو ما دفع الشيخ محمد بن زايد الى تجاهل التشييع وعدم الهرولة نحو الرياض التي يبدو بأنه لم يعد يجد له مكاناً فيها.
وبحسب الصورة التي حصل عليها موقع “أسرار عربية” من تشييع الملك عبد الله فان الملك سلمان كان جلساً أمام الجثمان المسجى، والى جانبه أمير الكويت وأمير قطر وملك البحرين اضافة الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بينما غاب رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد، وغاب شقيقه الحاكم الفعلي في الامارات محمد بن زايد، وغاب نائب رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد عن التشييع، وبدت دولة الامارات وكأنها في كوكب آخر لا علاقة له بالسعودية.
ويفسر مصدر سعودي غياب الشيخ محمد بن زايد بأنه رد فعل على التطورات التي حصلت صباح اليوم الجمعة في السعودية، والتي جاءت بعكس ما يشتهي، حيث أن “بن زايد تلقى ضربة موجعة بتنصيب الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد وطرد التويجري من الديوان وخسارة الامير متعب بن عبد الله”.
ومن المعروف أن الشيخ محمد بن زايد كان صديقاً شخصياً وحليفاً للأمير متعب بن عبد الله، كما أنه الصديق الحميم والحليف القوي للأمير بندر بن سلطان، وكان من خلالهما يؤثر على الكثير من مواقف وقرارات المملكة، وهو ما أدى به -أي محمد بن زايد – الى الشعور بالهزيمة والانتكاس بسبب التغيرات التي حدثت بعد ساعات من وفاة الملك والتي يصفها البعض بأنها انقلاب كامل داخل الأسرة السعودية الحاكمة.
وكان محمد بن زايد قد أهدى للأمير متعب بن عبد الله قصراً فارهاً في جزيرة السعديات في أبوظبي، كما دفع مليار و250 مليون ريال سعودي للأمير بندر عندما كان رئيساً للاستخبارات، وكان يتقرب من الأمير متعب على اعتبار أنه الملك المقبل للسعودية، وذلك بحسب تقرير سابق نشره موقع “أسرار عربية” يوم 18 آب/ أغسطس 2014.

Facebook Comments APPID

 
Top