= = = = = = = = = = =
بَعدَ مكانينِ من هنا .. ستكونُ أَقربَ إِليكَ
ستكونُ حكايةً مُشوًّشةً في ذواكرِ الجَدَّات
صورةً تحتاجُ جدارًا لكي تظلَّ الحياةُ على قيدِها
دمًا يلجأُ إِلى الترابِ لكي لا يُـفسدُهُ شكلُ الوعاء
طفلًا يحملُ جُـثَّـتَـهُ على سطحِ قصيدةٍ ..
لكي لا تعرفَ أُمُّـهُ بِأَيِّ سطرٍ يموت !
مكانٌ تستريحُ الأَرضُ فيهِ من خُطاكْ
فلا شوارعَ تُـطلِـقُـها عليكَ المضائقُ
لكي تستدرجكَ إِلى التيهِ .. وقسوةِ الاحتمالات
فلا صدىً تَـنصُبُـهُ الجبالُ كمينًا ..
لكي تُـعيدَ إِليكَ ما تقولُ لنوافذِ المدينةِ كُلَّ صبح
كغبارٍ مُشتاقٍ إِلى سطحٍ مُـبلَّلٍ ..
تَحُطُّ عِظامُكَ رِحالَـها فُـتاتـًا على دمعِ الحبيبةِ
أُمُّكَ الريحُ .. والحملُ كاذبٌ
فلا تقطعْ حبلكَ السرِّيَّ في هذا العراء
عيناكَ تُـعاتبانِ الطريقَ بالأَسئلة
فلا يُحزنكَ انكسارُهُما في غيابِ الإِجابات
فكُنْ عاليًا ، تأْتيكَ السماءُ بالتلالِ والمطر
وكُنْ باهظًـا ، فلا يتجرَّأُ على اقتنائِكَ العمرُ الفقير
فكُنْ طويلًا ، تُدركُكَ اللحظاتُ مقطوعةَ الأَنفاس
وكُنْ بعيدًا ، تتصاغرُ الأَشياءُ خلفَكَ .. والقبور
ستكونُ أَقربَ من ثوانيكَ إِليكَ ..
وأَنت أَبعد !