GuidePedia


 



خاص/ عن كثب

أثارت حادثة انتحار الشاب "فيصل المخلافي "أحد طلاب كلية الإعلام بجامعة صنعاء أمس الأول الكثير من الجدل من قبل نشطاء وأدباء اليمن على مواقع التواصل الإجتماعي، وسلطت  الحادثة الضوء على تداعيات الحرب وتأثيراتها على نفسيات اليمنيين وخاصة فئة الشباب.


الكاتب والروائي ريان الشيباني أشار إلى ضرورة أن تلقي مسألة انتحار الشاب فيصل المخلافي الضوء على مسألة الاكتئاب، خاصة في ظرف الحرب. الوصمة المتعلقة بهذا المرض تؤدي بشبابنا فيما هو أكثر ترويعا، في ظل عدم وجود مسؤولية اجتماعية، واندثار دولة اليمنيين، وتسيد الأوغاد عليها. 


ولفت الشيباني إلى أنه من شأن الضغط النفسي الذي يولده الوضع العام، أن يجعل الشباب في حالة من التيه والضياع وعدم الشعور بالجدوى، إلى جانب أعراض أخرى يجب الانتباه لها، ومن ذلك التوتر والشعور بالقلق الشديد، أو ارتفاع الهاجس الأمني إلى حدود الجحيم ومن ثم الرغبة في الموت. 

كل هذه مؤشرات، تعطي انطباعا على أن الشخص المصاب بها يجب أن يتوجه إلى أقرب استشاري نفسي، لا أن ينتظر أن تتفاقم حالته أكثر. 


وقال الشيباني في منشور على صفحته في "فيسبوك": لم يعد المرض النفسي في ظل الحرب يخص ضحاياه فقط، أولئك المعلقون على أشجار قلوبنا، وإنما تخص المجتمع بأكمله. أكثر من ثلثي الشعب الأفغاني مصنفون بحسب الأمم المتحدة مرضى نفسيين بسبب الحرب، ولذا ليس من المعيب أو الوصمة أو المستغرب أن يكون نصف الشباب اليمني قد تلقفته أمراض الحرب وعوارضها، المعيب هنا، أن يستشعر الفرد ما هو عليه من التيه والضياع، فيترك نفسه فريسة لأوهامها، خشية مما يمكن أن يقوله الناس.


بدوره طرق الشاعر يحيى الحمادي نقطة مهمة وغاية في الخطورة قد يقع فيها الشباب اليمنيين، حيث قال أن بعض الشباب يتخرج من الثانوية العامة، وليس في رصيده الثقافي سوى نتف من نصوص المنهج الدراسي، ثم تراه يتجه مباشرةً، إما بجهل، أو نصيحة، أو تأثّر.. إلى الأدب العالمي، وما يحتويه هذا المجال من غوص عميق في الذات والعدمية، وما يخبئه هذا الأدب من تساؤلات وتفسيرات فلسفية خطيرة لم يستطع حتى أصحابها أن ينتشلوا أنفسهم منها، وهناك يكتشف أنه دخل معركةً لم يكن مؤهلًا لها، لينتهي به المطاف إما إلى الجنون أو الانتحار. 


ووفقاً للحمادي فإن الثقافة عملية تراكمية، تستوجب عليك أن تتسلح أولًا بمعرفة نفسك وذاتك من خلال معرفة محيطك الاجتماعي والثقافي، ولكي لا تخسر نفسك فعليك أن تتدرج في عملية هضمك من الحليب إلى البسكويت إلى اللحوم.


إلى ذلك تطرق عدد من النشطاء إلى خلل كبير في جامعة صنعاء ونظامها التعليمي الذي أكدوا بأنه نظام قد عفى عليه الزمن ولم يعد قادراً على الأخذ بأيدي الشباب إلى جادة الصواب، فالجامعة اليوم لم تعد تمتلك أهداف تعليمية وليست قادرة على رسم صورة إيجابية للمستقبل لتقود الأجيال إليها بكل حب وعلم.


Facebook Comments APPID

 
Top