GuidePedia

 


 

يصل صوت الثلاثيني عبدالعزيز القدمي إلى جمهور عريض من المواطنين عبر عدد من البرامج التي يعدها ويقدمها في إذاعة وطن، مستغلا التكنولوجيا لتجاوز إعاقته البصرية، فبرغم من أنه تعلم لغة برايل من الصف الخامس إلى التاسع الأساسي إلا أنه يؤكد بأن التكنولوجيا مكنته والكثير من المكفوفين أمثاله من التواصل مع العالم.

ويقول القدمي -في حديثه لمنصة “عوافي”- لا يزال هناك من يستخدم طريقة برايل لكتابة البحوثات لكنها مكلفة وتحتاج أوراق غير موجودة في السوق إلا بأسعار باهظة، أو آلات خاصة، وفيها جهد كبير وتحتاج من يكتبها بلغة المبصرين، أما التقنيات الحديثة فقد تجاوزت البرايل بنسبة 90% بالرغم من أن هذا الطرح قد يزعج الكثير من الكفيفين، حد زعمه.

وأكد القدمي الحاجة لتكنولوجيا بديلة للغة أو طريقة برايل التي تقتصر أهميتها على المدارس الابتدائية والأشياء الاعتيادية، فالتكنولوجيا الحديثة وفرت وسائل كثيرة ومواكبة، وهناك أجهزة خاصة بمسح الأوراق وتصويرها عبر تطبيق معيّن خاص بلغة برايل إلا أنها غير متوفرة في اليمن، مشيرا إلى أن هناك أجهزة وتطبيقات مهمة للمكفوفين كالنظارات وغيرها يمكنها قراءة اللوحات التي يجدها الكفيف أمامه وهي غير متوفرة في اليمن إلا بأسعار تصل من 5 إلى 13 ألف دولار أمريكي.

عبدالعزيز يقدم أكثر من برنامج في إذاعة “وطن” ويستضيف خبراء ونشطاء لمناقشة قضايا اجتماعية وسياسية، ويستخدم جهاز الكمبيوتر ويقرأ التغريدات والمنشورات عبر برنامج ناطق، بل ويشارك في الرأي العام بنشر تغريدات ومنشورات ويتفاعل بشكل يومي عبر صفحاته الخاصة في مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا ما يمنحه رصيدا وخلفية معرفية في الإعداد والتقديم.

وفي السياق يرى مدرب برايل في مركز النور للمكفوفين عبد الرزاق السباك أن التكنولوجيا مهما بلغ تطورها وتعددت خياراتها إلا أنها لا يمكن أن تحل مقام طريقة برايل على الإطلاق”، ويعتقد أنها الوسيلة الأمثل كطريقة للكتابة والقراءة للاستخدام في القاعات الدراسية وفي أي مكان، وأن الكفيف يمكنه القراءة بكل خصوصية ودون إزعاج لأحد على خلاف المواد الصوتية المسجلة.

وأشار السباك إلى عدم إيفاء المواد والبرامج الصوتية بالغرض في كل المواقف مثل الإلقاء أمام الجمهور في المحاضرات أو الدروس والتدريب وغير ذلك، كما حذر مختصون المكفوفين ممن لديهم ضعف جزئي في البصر من استخدام التكنولوجيا الحديثة لما لها من تأثير على أعينهم وما تبقى لديهم من الرؤية.

بدوره أكد مدير الإعلام والعلاقات في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين حسن عردوم أن انتشار الهواتف النقالة والحواسيب المزودة بالبرامج الناطقة أدى إلى انحسار استعمال طريقة برايل بين المكفوفين، كما عزف أغلبية المكفوفين عنها رغم أهميتها بسبب عدم الاعتراف بطريقة برايل واستعمالها في مدارس الدمج والجامعات اليمنية.

 

 ويوجد في اليمن 500  معلم للغة برايل في المراكز والجمعيات العامة وخاصة مراكز التعليم الخاصة بالمكفوفين، أما نسبة المكفوفين في اليمن فقد بلغت 20% من إجمالي عدد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن الذين يقدر عددهم بأربعة ملايين شخص وفقا لآخر احصائيات صندوق رعاية وتأهيل المعاقين.

ويمكن تلخيص أسباب عزوف المكفوفين عن استخدام طريقة برايل بـ “غلاء أسعار وسائل الكتابة والقراءة مقارنة بالهواتف المحمولة والبرامج الناطقة المجانية التي تحمل على الهواتف والحواسيب بسهولة، وعدم طباعة المقررات الجامعية بطريقة برايل والاكتفاء بطباعة المرحلتين الثانوية والأساسية بسبب ثبات المقررات على خلاف الجامعة، وعدم استخدام طريقة برايل في مدارس الدمج في الواجبات وأداء الامتحانات، وعدم الاعتراف بها نهائياً في الجامعات”.. وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن المركز الإعلامي التابع لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين.

ولغة برايل هي عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم. ويستخدم المكفوفون وضعاف البصر لغة بريل التي سُمّيت بهذا الاسم نسبة لمخترعها لويس برايل الذي ابتكرها في القرن الـ19 لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة، وهو ما يُعد مؤشرا على الكفاءة والاستقلال والمساواة.

وعلى نحو ما توضحه المادة (2 ) من الاتفاقية الأممية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، فإن طريقة برايل هي وسيلة اتصال للمكفوفين ولها أهميتها في سياقات التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والاطلاع على الاتصالات المكتوبة وفي سياق الإدماج الاجتماعي على نحو ما تبينه المادتان 21 و 24 من الاتفاقية.


* نقلاً عن منصة عوافي

Facebook Comments APPID

 
Top