GuidePedia


عبدالخالق النقيب
.................
في أيام الحرب تذكر فقط أنك يمني، وفكر بالتضامن مع كل الأشياء التي يتصل اسمها باليمن، وتحتفظ بوجدانها الوطني..!
أي نجاح سيمر من أمامنا هذه الأيام نحن معنيون به؛ في حالة الضيق العام والظروف البائسة التي نعيشها .. يبحث اليمنيون عن نقطة ضوء، ليس بإمكانك أن تنام قبل أن تشبع فضولك وتستمع لآخر خبر، في هذه العتمة، أي نجاح يرد إليك سيكون مدهشاً وله مذاق مختلف، ويمكنك تداول الأمر على أنه انتصار، في هذه الأثناء نشاهد يمن موبايل وهي تصدر نجاحها بطريقة تلامس أوجاعنا وألمنا، لا تملك إلا الانبهار بحزنك الرتيب، كنت في طريق العودة وصادفت عبارتها "رغم الظروف .. خيرنا يطوف"، شعرت بنقطة أمل متوهج، العبارة فيها تحدٍ صارخ، ووجه من أوجه الانتصارات المعنوية، على اعتبار أن يمن موبايل إحدى مدخرات الشعب ويمثل نجاحها على هذا النحو جزءاً من صمودنا وصلابتنا ونحن نواجه آلة الحرب..
لم يعد بوسعنا احتمال المزيد، ونبحث في الأفق عن قوس ملون ولربما حدث أو خبر يزيح كوابيس القصف والقتل والتدمير، الآن يتم قياس قدرتنا على الصمود كيمنيين، وفي أحلك الظروف وأقساها أي نجاح يصادفك من الداخل لن يكون إلا يمنياً بامتياز، حواضن الاستثمار الأجنبي ستلوذ بالفرار قبل أن نسمع أول طلقة تطلقها الحرب، والخبير الأجنبي يمسي في متناول عاطفته المحتدمة ولن يخبرك عن دور وطني تنتظر أن يقوم به، سيذهب وكفى ..! القيادات والكوادر الوطنية ذات الكفاءة ستظل تعمل بصمت، وليس غريباً أن تصنع مثل هذا النجاح، إذ أن كادر يمن موبايل هم من أنقى شباب اليمن، موظفون حكوميون، ليس فيهم أشقر أو أزرق العينين.
ليلتها كنت أستمع لصوت الطائرات القبيح فيما لازلت أفكر في يمن موبايل وقد تحولت لظاهرة اقتصادية مشرفة، وكيف أن كل الطائرات القادمة إلينا تعتقد الآن أنها قد أفسدت علينا كل شيء، ولم يعد لدينا حتى ما يمكن أن نتسلى به .. اقتصادياً هذا هو النجاح الوحيد الذي عثرنا عليه في طريقنا، ومهمتنا أن ننحاز له، أعرف جيداً أن هذا الانحياز لن ينهي الجحيم الذي تسقطه الطائرات على رؤوسنا، لكنه يدفعك للحفاظ على ما تبقى من صور مشرقة يمكن أن نراهن عليها في بقائنا أكثر تماسكاً في ظروف الحرب ..
لنخبر العالم أننا لازلنا متماسكين رغم أن الحياة برمتها تحت القصف والحصار .. وسننتصر، حتماً سننتصر ..!

Facebook Comments APPID

 
Top