نبيل حيدر
...............
ماذا قدمت السعودية لملايين النازحين السوريين خارج و داخل سوريا ؟
ماذا قدمت قطر و تركيا لأولئك الملايين ؟
ماذا قدمت ملياراتهم الخرافية لأطفال النازحين و للنساء و لكبار السن و للمرضى منهم ؟
ماذا قدمت باكستان او السنغال او مصر او ماليزيا او المغرب او جيبوتي او الكويت او الامارات او البحرين لتلك الملايين الهائمة على وجهها في الأرض جراء حرب قذرة ؟
ماذا قدمت السعودية صاحبة الحس المرهف دينيا و مذهبيا و قوميا لأولئك الملايين المبعثرة بين البلدان و في مياهها الاقليمية و غير الاقليمية تائهة فوق قوارب تبحث عن مأوى؟
ماذا قدمت تلك البلدان و على رأسها السعودية لاخوانهم المسلمين ؟ ..
و حيث أنها طائفية قذرة تلك المتسيدة و المرفوعة في شعاراتهم .. فماذا قدمت لاخوانهم من نفس اللون الطائفي الذين عبثت و شردت بهم حربا صار لها من طرفهم ثلاثة جيوش داخل سوريا .. نصرة و داعش و حر .. و هذا الاخير يقال أنه شرعي - عزكم الله - و يتبع حكومة انتقالية في الخارج و ليس له على الأرض سوى الشيء البسيط سيطرة و قوة و وجودا فيما الغالب في يد داعش و النصرة ؟
ماذا قدمت السعودية لملايين النازحين و النازحات بخلاف الجعجعة و طنين الاعلام و دعاء رجال أعمال دينها و البزنس الدعوي و البزنس السياسي ؟
عندما تتأمل الاهتمام السعودي الفائق جدا .. الانساني جدا .. الاسلامي جدا .. القومي جدا باولئك النازحين و بأوضاعهم و تجد أنهم لا يعانون البتة من أي مشكلة بسبب الغيرة السعودية.. عندما تتأمل ستصحو مباشرة ... كما يصحو النازح السوري ... من حلم له فقط مذاق السكاكر في الفم و أكذوبة التغني باسم الدين و القومية و بقية معزوفاتهم و سجل التزييف الذي تسوق له المسوخ الداعمة للعدوان السعودي على اليمن و المؤملة في وجود سعودي مسلح و غير مسلح داخل الأرض اليمنية يبني لها دولتها الخاصة ...
دولة اولئك الذين لا يجولون بالبصيرة و لا حتى بالبصر في النماذج الكائنة حولهم و منها النموذج السوري ...
دولة الذين باعوا أنفسهم لأنهم لم يتعلموا يوما أن " من اتكل على زاد غيره جاع " ،
و أن " الحرة تجوع و لا تأكل بثدييها " .