خالد الرويشان
................
مرّت تسعون يوماً بالكمال والتمام في جحيم الصواريخ والقنابل الفتاكة التي تزلزل مدن اليمن وجباله وقراه على مدار الساعة منذ 26 مارس-26 يونيو 2015.
كانت هذه الحرب اللعينة وما تزال حرباً مجنونةً.. وهي مجنونةٌ لأنّ أسبابها مجنونة!
تسعون يوماً.. تسعون جحيماً.. تسعون حماقة!
وإذا كان للجحيم سبعة أبواب فإن للحماقة سبعةً وسبعين باباً.. جميعُها تودي للهلاك, وتُفضي إلى الجنون!
وبين جحيم صواريخ السعودية الفاتكة وحماقات الحركة الحوثية الهاتكة تمزّقت البلاد, وتهتّكت عُرى لُحْمَتِها, وبراعِمُ مفاصِلِها..
احترقت عدن ثغرُنا البهيّ وتدمّرت,
أحرقها الحمقى ودمّرها المجانين!
احترقت تعز العزيزة وتدمّرت, أحرقها الحمقى ودمّرها المجانين!
لسنا يهوداً حتى نخرّب بيوتنا بأيدينا..
ما كانَ أغنانا عن هذا كله لو أنّ ثمّة عقلاً وضميراً.. ومسؤولية عن شعب وعن دولة.
حتى هذه اللحظة.. لم يَقُلْ أحدٌ من العرب: لا لتدمير اليمن.. لماذا سكتَ الجميع؟
لَمْ يتقدّم أحدٌ بمبادرةٍ لإيقاف الحرب.. لماذا؟
أريدُ من جهابذة الحرب ومروجيها إجابة!
تسعون يوماً هي أطولُ حربٍ عربية في تاريخ العرب!
تسعون يوماً صُبّتْ على اليمن خلالها أضخم كميةٍ من النيران المصبوبة في تاريخ العرب أيضاً!
فشلٌ في السياسة.. فشلٌ في الحرب, فشلٌ في إدارة الأزمة وإدارة الشعب!
السياسةُ هي أن تُحبِط الخصم قبل هجومه عليك, وتمنعَ حصارَهُ لك..
وكان يمكن أن تنجح في ذلك لو قبلت قرار مجلس الأمن وأحرجت خصمك!
إنّ أخطر صاروخ يمكن توجيهه للسعودية وحلفائها هو أن توافق على قرار مجلس الأمن!
أوّل نتيجةٍ ستحدث هي إنهاءُ التحالف, أو انقسامه على الأقل! معك وعليك!
وثاني نتيجة هي وقفُ الحرب وفكّ الحصار عنك..
وثالثُ نتيجةٍ هي لَمْلمةُ شَعْثِ الشعب اليمني واتفاقه في الرأي بعد وضوح الرؤية والهدف..
ورابع نتيجةٍ هي عودة الحياة لليمن واليمنيين..
تأمّلوا وفكّروا وقرّروا!