عن كثب/متابعات...
وصف مسؤول في الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، العاصمة اليمنية صنعاء بمدينة "أشباح خالية من البشر"، وذلك قبل ساعات من بدء هدنة إنسانة مرتقب سريانها مساء اليوم، محذرا من أن البلاد على شفا كارثة غذائية وصحية. هذا الوصف أطلقه تروند يانسن، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، خلال حديثه عبر الهاتف من صنعاء إلى مؤتمر صحفي عقدته المنظمة في مكتبها بالقاهرة. وتحدث عن مشاهداته للعاصمة اليمنية، التي وصل إليها لاستثمار الهدنة الإنسانية المقرر بدؤها الساعة الـ11 من مساء اليوم بتوقيت صنعاء (20.00 ت.غ)، وتستمر لخمسة أيام قابلة للتجديد، وذلك لتوزيع معونات إنسانية على المدنيين المتضررين.وقال يانسن خلال المؤتمر الصحفي إن "صنعاء باتت مدينة أشباح خالية من البشر مكتظة بركام المنازل المهدمة ونفايات الحروب". وتابع راصدا حال العاصمة: "المستشفيات أغلقت أبوابها في وجه المدنيين بسبب نفاد الوقود، والمحلات التجارية التي تفتح أبوابها قليلة للغاية وأرففها تكاد تكون خالية من البضائع التجارية؛ ما أدى لارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسبة 40%، ومن المرجح ألا يتمكن المزارعون من اللحاق بموسم الزراعة القادم، لذلك نحن على شفا انعدام أمن غذائي وصحي تام في الدولة المنكوبة". ومضى المسؤول الأممي قائلا: "وبما أن شبكة الطرق المتعارف عليها في اليمن باتت غير صالحة للاستخدام جراء القصف، فمهمتي هي التواصل مع طرفي الصراع لتوفير وسيلة بديلة آمنة ننقل من خلالها المساعدات خلال الخمسة أيام القادمة من عمر الهدنة". وأضاف أنه تواصل بشكل شخصي مع الحوثيين (جماعة أنصار الله) ومسؤولي التحالف الذي تقوده السعودية، وحصل من طرفي الحرب على تعهد بـ"عدم الانخراط بأي نشاط عسكري يهدد عمل فرق الإغاثة الأممية خلال الأيام القادمة". لكنه في الوقت نفسه أبدى مخاوفه من أن الوضع الأمني المتردي في البلاد "أدّى إلى خلق جهات مسلحة أخرى باليمن لا تندرج تحت هيكل تنظيمي يمكن التفاوض معه و إلزامه بالهدنة". وأهاب بطرفي الصراع الرئيسيين (التحالف، والحوثيين مع وحدات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح) "عدم الرد على أية خروقات نوعية من المتوقع حدوثها كي لا تنهار الهدنة بالكامل و تنهار معها مساعي الإغاثة الإنسانية". وخلال المؤتمر نفسه، قدر إياد نصر، مدير العلاقات الخارجية والإعلام بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن تغطية النفقات الاعتيادية للشعب اليمني تتطلب توفير 700 مليون دولار أمريكي. وأضاف نصر أن الأمم المتحدة "طلبت من الدول المانحة توفير 274 مليون دولار للبدء في توفير الأولويات الملحّة لإنقاذ حياة النازحين في اليمن"، لكن حتى انعقاد هذا المؤتمر لم تتمكن المنظمة سوى من جمع 128 مليون دولار من عدة دول أبرزها السويد، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، فيما تعهدت السعودية بتوفير باقي المبلغ، على حد قوله. وبحسب بيان صحفي تم توزيعه على هامش المؤتمر، رصدت الأمم المتحدة 150 ألف نازح في اليمن يقيمون مع أقاربهم ومعارفهم، بالإضافة إلى تقارير تفيد بأن 24 مدرسة في ثلاث مدن هي صنعاء، ولحج و أبين (في الجنوب) تكتظ بالنازحين. وأوضح البيان أن مبلغ الـ 274 مليون دولار الذي تحتاجه الأمم المتحدة لإغاثة المدنيين في اليمن مقسم على النحو التالي : - 37.9 مليون دولار لمساعدة 7.5 ملايين شخص في توفير مستلزمات علاج الإصابا،ت والأدوية، والمستلزمات الطبية والجراحية،، ونشر فرق العمليات الجراحية وسيارات الإسعاف، وتقديم خدمات صحية منقذة لحياة الأمهات والمواليد والأطفال بما فيها خدمات ما قبل وبعد عملية الولادة ورعاية المواليد، وتوفير الإخلاء الطبي لحالات الإصابة الخطيرة ، وشراء وتخزين المستلزمات الطبية في مختلف المراكز الصحية بالبلاد. - 15.9 مليون دولار لمساعدة أكثر من 5 ملايين شخص في توفير المياه، ومساعدة شركات المياه المحلية في إصلاح المواسير والشبكات، وتوفير الوقود اللازم لتشغيل منظومة المياه العامة، وأخيرا جمع المخلفات الصلبة من مخيمات النازحين والمناطق المتضررة من النزاع. - 144.5 مليون دولار لمساعدة 2.6 مليون شخص في ضمان توفير مخزونات كافية ومطمئنة من المواد الغذائية، وتوفير مواد الزراعة لتشجيع الإنتاج الزراعي بالتوازي مع توزيع المواد الغذائية. - 9.9 ملايين دولار لمساعدة حوالي 78.950 شخص في توفير التغذية التكميلية للأطفال دون سن الخامسة والحوامل والأمهات المرضعات اللائي يعانين من سوء تغذية. - 22.6 مليون دولار لمساعدة حوالي 1.6 مليون شخص لإجلاء مواطني الدول الأخرى من العالقين، وتقديم المساعدات القانونية والنفسية، بما في ذلك حالات العنف المبني على النوع الاجتماعي، ومواجهة انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ترتكبها أطراف الصراع ضد المدنيين وعمّال الإغاثة. - 25.4 مليون دولار لمساعدة 250.000 شخص في توفير المأوى العاجل وتقديم مساعدات نقدية لتلبية الاحتياجات العاجلة. - وأخيراً 17.5 مليون دولار لتقديم خدمات جوية لنقل المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة، وتوفير الوقود، وكذلك مساحات للتخزين، وخرائط تصوير بالأقمار الصناعية لتقييم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.