GuidePedia




محمد غبسي
.................
لا يجب علينا أن ننسى أو نتناسى بأن صالح حكم اليمن بمعية محسن وعبدالله الأحمر ثلاثة عقود من الزمن ، ونجحوا في إرساء دعائم الأمن والاستقرار لبلد انهكته الحروب والصراعات ، وبغض النظر عما حدث في السنوات الأخيرة من خلاف واختلاف إلا أنهم مثلوا ثلاثة أركان فولاذية قامت عليها الدولة اليمنية وبنيت مؤسساتها التي ظلت محظ أحلام منذ سبتمبر 1962م.
ففي الوقت الذي نجح صالح بملء الفراغ السياسي ونقل كرسي السلطة من مشنقة القبيلة وحقائب السفارات المفخخة الى رحاب الديموقراطية التي ضمنت لكل مواطن حرية الاختيار ، وهو الأمر الذي نقل معركة السلطة من ميدان النخب السياسية والدينية والاجتماعية والعسكرية الى ساحة الشعب كل الشعب .
نجح أيضا كل من علي محسن عسكريا وعبدالله الأحمر قبليا بالإضافة الى ركن رابع مثلته عدة شخصيات دينية وثقافية واقتصادية لعبت دورا هاما في تلك الفترة التي تميزت عما قبلها وما بعدها بأشياء لا يمكننا سردها الآن  ، كما لا يجب أن ننسى بأن صالح ابن المؤسسة العسكرية ولهذا فقد كان له التأثير الأكبر كما نجح أيضاً في تطويع القبيلة أكثر من غيره .
لا أحاول بهذه المعلومات تلميع وجوه نعلم الآن أنها تلونت وتباينت أو رفع هامات سقطت في عشية وضحاها بفعل مؤامرات خارجية وحسابات داخلية خاطئة في مجملها، عدا أن هذه حقيقة يجب ألا نتجاهلها وذلك لتبصير العامة وتعريفهم برجال الدولة وتذكيرهم بالمواقف الوطنية المسئولة التي ساهمت في ارساء دعائم الجمهورية وأعادت تحقيق الوحدة اليمنية ومثلت أرضية صلبة بنيت عليها منجزات ومشاريع عملاقة .
مما سبق يمكننا القول بأن صالح ما كان له أن ينجح " أو ينجو بجلده " لو لم يكن أخا لكل من محسن و الأحمر فهو المنقذ الذي ألهمه الرب تجميع الناس لا تفريقهم ، التصالح مع الجميع وليس معاداتهم، الحكم بهم وليس الحكم عليهم  ، الانتماء للوطن وأبنائه لا للخارج وأجنداته .
وخلال هذه الفترة التي اتحد فيها الكبار حتى ظنناهم أسرة واحدة تنفس الشعب كما لم ينفس من قبل ورفعت رايات النصر في كل الجبهات العسكرية والتنموية ورفرفرت آمال البسطاء وحلقت عاليا راية الوحدة وبلغت الديموقراطية مالم تبلغه نظيراتها في الشرق الأوسط وصارت حرية التعبير متاحة حتى لذوي الاحتياجات الخاصة ..!
من وجهة نظري بأن ذروة هذا النجاح من أمن واستقرار وتداول سلمي للسلطة وتنمية شاملة وتعليم وتوازن في السياسة الداخلية والخارجية تجسد في عام 2000م وقد عبر عن قوة ذلك الاتحاد في العيد العاشر لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية سياسيا وعسكريا وفنيا. ولأنهم بشر ولكل خط مستقيم نهاية فقد بدأت الشروخ تطال الثلاثة الأركان شيئا فشيئا، ولأنهم كعامة الشعب فقد وجدوا فرصة بالتأكيد هي الأفضل لبناء عائلات مستقلة، ولم تمر سنوات بعد الذروة حتى طفت مشكلات هذه الأسر تطفو الى السطح وأصبحت أحلام الأبناء وطموحاتهم تلقي بظلالها على أولا على "العائلة الاتحادية" اذا جاز لنا التعبير وعلى المشهد السياسي والاجتماعي ثانيا.
لا حاجة هنا للدخول في أحداث وتفاصيل ما بعد الذروة والمقارنة بين عائلات ثلاثي الاتحاد والوحدة لأن أحداث عام واحد من السبعة الاعوام الأخيرة كفيلة بوضع الانسان المنصف أمام إيجابيات وسلبيات كل من الثلاث العائلات التي كانت عائلة واحدة .
الخلاصة أن الكبار إذا ما اتفقوا واتحدوا منحو الشعب فرصة للعيش بأمن وسلام وإذا ما اختلفوا وتمزقوا فإنهم بالتأكيد يعرضون الوطن لمخاطر وويلات كبيرة .
وسلامتكم

Facebook Comments APPID

 
Top