علي ربيع
_______
الإنكار واحدة من آليات أو حيل أو استراتيجيات الدفاع النفسي اللاواعية التي تحاول حماية الذات من تهديد معين أو حقيقة ما صادمة وذلك عبر رفضها بالمجمل أو تحويرها أو إعادة إنتاجها كما هو متواضع عليه لدي الباحثين في حقل علم النفس عامة والطب النفسي خاصة، وهي كما هي آلية فردية يمكن أن تكون آلية جماعية، باعتبارها حيلة غير واعية للتنفيس وتناسي الألم أو لتخفيف الضغط ريثما تستعيد الذات الفردية أو الجمعية توازنها وتستطيع التكيف مع الواقع والتعاطي معه!
ولكن هذا "الإنكار" قد يصبح مرضاً جنونياً يستدعي العلاج النفسي، فالمجنون"الفصامي" في حالاته المتقدمة هو شخص ينكر وجود الواقع الخارجي أو أجزاء منه ويعيش في عالمه الخاص اللاواعي!
وعطفاً على ما سبق أخشى القول أن القوى السياسية في اليمن أفراداً أو كيانات تبدو في كثير من مواقفها مصابة بمرض الإنكار لدرجة يشعر فيها المراقب أن الحاجة باتت ماسة جدياً في هذا البلد إلى تشييد مصحة نفسية كبيرة وقد تتسع لتكون للأسف بحجم اليمن كله!