GuidePedia



جميل مفرح
...................
* أكبر خطأ وأفظع جرم يرتكبه أنصار الله "الحوثيون" بحق الوطن والشعب وبحق أنفسهم أيضاً محاولات التغاضي عن قضايا الفساد والنهب التي خلفتها دولة هادي وبا سندوة.. والتي تعد الأكبر والأكثر خزياً في تاريخ اليمن على الإطلاق.. ابتداء -كمثال- من تبديد ميزانيتي عامي 2013 و 2014م بشكل هستيريا لا يقبله عقل أو منطق.. بعد رفع الموازنة بنسبة تصل إلى 35% بالرغم من إيقاف مجمل مشاريع وعقود الإنشاءات والمناقصات والمشتريات في مختلف وزارات الحكومة.. ووصولاً إلى قيمة النفط الذي تبرعت به السعودية في العام 2013م مليونا برميل وصلت قيمتها حينها إلى أكثر من خمسة وخمسين مليار ريال.. والذي لم يوردوا من عائداته حتى ريالا واحدا لشركة النفط اوالموازنة العامة..!!
طبعاً هذان مجرد نموذجين من نماذج فسادية كبيرة على المستوى العالي رئيس ورئيس وزراء ووزراء آخرين على رأسهم وزير المالية صخر الوجيه.. أما في المستويات الدنيا فحدث ولا حرج عما وصلت إليه درجات وعمليات الفساد التي انهكت الاقتصاد اليمني والموازنات العامة، والوفر المالي للحكومة، بل للدولة بشكل عام..
* التغاضي من قبل جماعة أنصار الله التي تعتبر الآن الممسكة بزمام الأمور.. يعد عملاً انتحارياً غير بسيط للجماعة بشكل خاص وللوطن بشكل عام.. فتحملهم المسئولية بهذه الطريقة، في اعتقادي استحوذ على الاهتمام جله.. وأبعد الأنظار تماماً عما ارتكبته دولة وحكومة هادي وباسندوة ومن معهما.. وقد ساعدوا ويساعدون في ذلك بشكل كبير من خلال ما يبدونه من تغاضٍ مخيف، عما حدث من نهب للبلاد والعباد من قبل ثلة من المنتفعين على حساب مجمل الشعب الذي تضور بالأمس ويتضور اليوم جوعاً وانتهك عرياً وتشرداً وكرامة بسبب تلك التصرفات اللصوصية القاتلة..!!
* إن أنصار الله اليوم أمام امتحان مر ومنحنى صعب.. وأمام مسئوليات كبيرة جداً.. ومن الظلم حتى من قبلهم وفي حقهم أن يتجرعوا كؤوس المرارة جراء لعنات وأخطاء أولئك اللصوص.. فهم الحاكمون اليوم أو المسيطرون على مقاليد الحكم من خلال إحكام القبضة على موسسات الدولة.. وسيتحملون الأخطاء قديمها وجديدها.. ومن العيب في حقهم جداً والظلم ايضاً أن يأتوا كمنقذين لمن نهبوا الوطن ومكتسباته وثرواته ومقدراته على حساب شعب بأكمله..!! ثم ليحملوا أنفسهم تبعات وعواقب كل تلك الأعمال المخزية التي جسدها وأورثها نظام هادي وباسندوة في وقت قياسي للغاية..!!
* وبما أنه بات على جماعة أنصار الله اليوم مسئولية تسيير الدولة وأعمال مؤسساتها.. فمن واجبهم الاهتمام بكل قضية فساد أياً كان حجمها ومرتكبها وتقديمها للقضاء والمحاكمة، ليستقروا عن مستوى مقبول من شعبيتهم التي اكتسبوها عند الخروج على الحكومة ورفض الجرعة، ذلك أولاً، ثم ليدفعوا عن أنفسهم تبعات ما اقترفه الماضون من فساد وعبث وتبديد ونهب.. وذلك ثانياً.
* وباعتقادي أن الشعب سيظل يحاسبهم هم وذلك أنهم دون سواهم في الواجهة الآن.. ولن يلتفت إلى ما تركه الماضون من تركة فساد وظلم ونهب كبيرة وثقيلة.. وذلك لكونهم يتحفظون على فتح وكشف تلك الملفات.. أو سيظهرون على أقل تقدير كمتسترين على ذلك الإرث الفاسد والإفسادي الذي خلفه لهم وللواقع وللشعب إجمالاً النظام السالف بكل رموزه الذين تكشفت في شخصياتهم ومواقفهم مؤخراً علامات الفساد والخيانة للوطن والشعب..
والله من وراء المقاصد.

Facebook Comments APPID

 
Top