علي ناجي الرعوي
ليس أفلاطون وحده هو من تحدث عن المدينة الفاضلة وبشر بها وليس وحدهم فلاسفة اليونان الاغريق من ذهبوا بعيدا في الخيال الى حد بناء مدينة فاضلة بل هانحن في زماننا هذا البائس والمحبط نرى ان هناك من يعتقدون ان الخيال الانشائي قادر على صناعة حكومة فاضلة لا لشيء وانما فقط لأن هذه الحكومة قد أطلق عليها( حكومة كفاءات ) وأن بعض عناصر هذه الحكومة يحملون جنسيات دول غربية متقدمة
لذا وجدنا هذه الحكومة الفاضلة تفتتح عملها بتصريحات عن الشفافية والمساواة وتحقيق العدالة بين المواطنين وبناء الحكم الرشيد وهو كلام جميل واهداف عليا للادارة لكن المشكله لم تكن يوما في اطلاق الوعود وإنما في تنفيذ هذه الوعود فالدول لاتبنى بالتمنيات والأوطان لا تحصن بالنوايا الحسنة وإنما بالا فعال والاجتهاد والمثابرة
أعلم تماماً أن ليس كل من في هذه الحكومة من طينة واحدة فبينهم الفاشل والانتهازي والطامع بالسلطة وبينهم الزاهد والصادق والمخلص والمتفاني من أجلالفوز برضى السماء والارض وبينهم من سيعبد المنصب بدلاً عن عبادة الله وبينهم من سيحتفظ بأمانته وزهده ونظافة يده ونصاعة ضميره وبينهم من سيصاب بالعمى ويغرف غرفاً من ما هو حلال وحرام من غير ان يميز بين جيبه وجيب الخزينة العامه وبين ما لله وما لقيصر وبين راتبه وموازنة الوزارة ومع ذلك علينا ان نتفاءل بهذه الحكومة ولكن مانرجوه ألا يقتل هذا التفاؤل بالضخ الجائر للوعود المغرقة بالمثالية فقد سئمنا دغدغة العواطف الى درجة الملل .