أيوب إدريس
الفتاة المدللة الغَنِجة يتسلل إليها داء الجَرَب ليشوّه جمالها ويسطو على حسنها ..
الآن في هذه الأثناء تهمِس صنعاءُ في أُذُني على استحياء: أنا موبوءة ..أريد أن استحمّ ..التلوّث يقتلني ..ثيابي متّسخة ،جسدي يملؤه التراب والأساخ ..
تكاد تفتك بي الجراثيم ،،
كلّا؛
لم تعُدْ تهمس في أذني ..فصراخها يعلو شيئاً فشيئاً إنها تصيح بشدّة ..
هي تبكي الآن بغضبٍ وتشكو إليّ ما صنع بها الكوليرا ..تقول لي: أكاد أموت من الخجل؛ فالكل ينظر إليّ ويعيّرني بأني غير نظيفة ولم أغتسل منذ أسبوع ..
تضيف بحسرة والدموع تسيل على خدّها الممتلئ بالتراب :أنا كنت جميلة وأنيقة جداً لكني أصبحت متّسخة ..والآن ليس بيدي حيلة .
الكل يُلقي بالنفاية على جسدي ويمضى ،منعوني من الماء وقطعوه عنّي .
صنعاء رمز كبريائنا ..وقلعة صمودنا يا حكومتنا القذِرة .
ارفعوا عنها الأوساخ أيها الأوغاد ..قبل أن تقتلعكم براكينها وتجرفكم عواصفها ويغرقكم طوفانها .
إذا غضِبتْ صنعاء فلن ينجيَكم أحدٌ منها أيتها الحشرات الضارة .
السلامُ عليكِ يا صنعاء ..لا بأس عليك ..ستبقَي جميلة وسيظلون قبيحين !
جمالُك سينتصر على قبحهم ..وحزنك سيحرقهم إلى الأبد .