GuidePedia



إبراهيم طلحة
................
آلاف الناس سيدعون المهدوية هذه الأيام على ما يبدو.. في حارتنا لوحدها نحو عشرة أشخاص قد زعم كل واحد منهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أنه المهدي، وقيسوا على ذلك!!
شاعت فكرة الخلاص من قديم الزمان في أدبيات أهل الكتاب، وانتقلت منها إلى أدبيات الشيعة، فأدبيات السنة، وما بقي إلا أن تزيد تنتقل إلى أدبيات العلمانيين والملاحدة!!
عن نفسي، بدأت لا أؤمن بفكرة ظهور المهدي ولا أنتظر خروجه مع المنتظرين على الأرائك، وإن كنت قد وظفته في روايتي باعتباره شخصية رمزية، فهو في الأخير مجرد رمز ومعادل موضوعي لفكرة الخلاص ليس إلا!!
أما أن نبني على ظهوره كل شاردة وواردة في حياتنا ونظل نحلم بخروجه في المنام واليقظة فلا أمل إذن لنا أن نبني أمة.. بل لا جدوى إن لم يكن كل شخص منا مهدي نفسه.. وبالمناسبة لست أول من ينكر ظهوره بل قد أنكر ظهوره علماء أجلاء عقلانيون طوال فترات التاريخ الإسلامي، منهم ابن خلدون بل تصوروا كذلك وابن تيمية، ومن المتأخرين محمد رشيد رضا..
بالله عليكم متى سيظهر إن لم يظهر الآن؟!.. هذا هو وقته المناسب إن حسبنا كوارث الأمة ومصائب أبنائها. ما الفائدة من ظهوره على رخاء وازدهار؟!.. أو مهمته أن يأتي يحكم فقط؟!!.
ثم لماذا كل الدول التي أنجزت مشاريعها العملاقة وبرامجها النووية وصناعاتها واختراعاتها أنجزت ذلك كله بلا أي مهدي؟!!.. الناس الذين طلعوا الفضاء وغاصوا في البحار عملوا كل شيء بدون بركات المهدي أو طلبات الهادي!!
نحن نعرف أن روايات أحاديث المهدي إنما كانت كلها روايات آحاد، ويسهل تفنيدها من قبل العارفين، هذا غير ضعف التأييد العقلي للمحتوى النقلي في مسائل ملاحم المذكور قدس الله تعالى سره!!
وعلى هذا، فكما قلت ذات مقالة: أعتقد أن انتظار خروج المهدي مثل انتظار رجوع هادي.. كلاهما غير وارد، وسلامتكم!!

Facebook Comments APPID

 
Top